يوم 24 ديسمبر 1951 وبعد أكثر من 33 عام من الاحتلال الإيطالي أستقلت دولة ليبيا بالكامل وتأسست بما يسمى "المملكة الليبية" تحت حكم الملك محمد "إدريس بن محمد المهدي السنوسي" واستمرت على هذا الحال حتى الانقلاب العسكري الذي قاده مجموعة ضباط برئاسة معمر القذافي.

يحتفل الشعب الليبي في 24 ديسمبر 2024 بيوم استقلال ليبيا من الاستعمار الغربي وصنفته الحكومة الليبية يوم اجازة عامة في البلاد
ليبيا ما قبل الاستقلال
كانت ليبيا قديمًا مسرحًا للمعارك لآلاف السنين. فقد سيطرت عليها الدولة البيزنطية حتى عام 647م، بعد ذلك فتحها المسلمون على يد عمرو بن العاص وثم وقعت تحت سيطرة الدولة العثمانية 1551م حتى عام 1911م. في تلك الفترة كانت ايطاليا تسعى للتوسع والسيطرة على دولِ خارج حدودها، فتقدمت قوات الايطالية لاحتلال ليبيا عام 1911 لتدخل في معارك مع الدولة العثمانية إلا ان العثمانيين تنازلو عن ليبيا للايطاليين بعد اتفاقية لوزان.

دخلت القوات الايطالية لاحتلال ليبيا والسيطرة عليها واستمرت مقاومة المجاهدين الليبيين أكثر من 20 سنة منذ 1911 حتى 1931م حيث تم القبض على الشهيد المجاهد عمر المختار وأُعدم شنقًا على يد القوات الايطالية، واستمرت المقاومة في بعض المدن حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية وتم إجلاء الايطاليين من ليبيا عام 1943.
بعد ذلك تم تقسيم ليبيا واصبحت اقاليم برقة وطرابلس تحت الاحتلال البريطاني بينما اقليم فزان فكان من نصيب فرنسا، ومن ثم تدخلت الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت للسيطرة على ليبيا، حاولت فرنسا وايطاليا وبريطانيا الحفاظ على وصايتها وسيطرتها على ليبيا إلا انهم فشلو وتم إستقلال ليبيا وسميت "المملكة الليبية المتحدة" في 24 ديسمبر عام 1951.
المملكة الليبية
تولى الملك محمد إدريس بن محمد المهدي السنوسي الحكم في ليبيا وهو الملك المؤسس بعد استقلال الدولة الليبية. كانت عاصمتها بنغازي وطرابلس واستمرت حتى عام 1963، ثم اصبحت البيضاء عاصمة ليبيا حتى عام 1969 حيث حدث الانقلاب العسكري بقيادة معمر القذافي.

كان استقلال ليبيا والاعتراف بها من قِبل الامم المتحدة انجاز يسعى له الليبين آنذاك، وحتى وإن كان ذلك الاستقلال غير حقيقي -كما يرى بعض الباحثين والسياسين في الشأن الليبي- حيث يشيرون إلى ان ليبيا ظلت تحت سيطرة بريطانيا وامريكا حتى بعد إعلانها دولة مستقلة ويستدلون بذلك إلى وجود القواعد العسكرية الاجنبية في عدة مناطق في ليبيا إلى ما بعد الاستقلال.
ليبيا تمتلك موقع جغرافي ممتاز وتعتبر البوابة الاقتصادية بين افريقيا واوربا وتمتلك أكبر السواحل البحرية في البحر الابيض المتوسط، مما جعلها في صراع دائم لحماية مواردها من أطماع الغرب والمحتلين. كما يزعم الانقلابيون فإن ما قامو به هو إستقلال ليبيا الحقيقي حيث يعتبرون ان المملكة الليبية ماهي إلا تابع للانتداب البريطاني والوصاية الخارجية.
الجمهورية العربية الليبية
عام 1969 في 1 سبتمبر قام تنظيم سري يتكون من مجموعة من الضباط العسكريين بإنقلاب على الحكم وإعلان سقوط الملكية وإستبدالها بالنظام الجمهوري، أسماها أنصارها "ثورة الفاتح من سبتمبر" وأصدر مجلس هذه الثورة بيانًا يعلن ان هدف الثورة هو الوحدة والحرية والاشتراكية. قام القذافي بتعيين نفسه رئيسًا لمجلس قيادة الحكم في ليبيا. في عام 1970 ازال القذافي القواعد العسكرية البريطانية والامريكية من ليبيا وطرد الليبين الايطاليين واليهود، ومن ثم سيطر على حقول النفط التي يمكلها الاجانب في ليبيا وأعاد القوانين الاسلامية مثل حظر المشروبات الكحولية والقمار.

وفي ذات الوقت حرر النساء وأطلق برامج إجتماعية لتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين في ليبيا. بعد ذلك اتهم الغرب ليبيا بالهجمات الارهابية وظهرت العداوة إلى العلن وبدأت سلسلة متبادلة من العمليات العسكرية والهجمات بين ليبيا والولايات المتحدة الامريكية، لعل أشهرها قضية طائرة لوكيربي الشهيرة وقصف امريكا للعاصمة الليبية طرابلس وفرض الحصار على ليبيا.
سعى القذافي إلى توحيد افريقيا وتحسين العلاقات الدولية بين ليبيا ودول القارة الافريقية وأعتبر نفسه "ملك ملوك افريقيا" على حد قوله.
ثورة 2011 في ليبيا

في ابوسليم بطرابلس وتحديداً معسكر الشرطة العسكرية الذي تحول إلى سجن سياسي يضم "مُعتقلي الرأي" وفي عام 1996 وقعت أكبر مجرزة في تاريخ حكم القذافي وقع ضحيتها 1270 سجينًا وسميت "مجزرة سجن ابوسليم" ، ظل أهالي الضحايا يبحثون عن ذويهم لأكثر من 14 سنة، حتى بدأت المظاهرات السلمية والاعتصامات من قِبل الاهالي للكشف عن مصير الضحايا والاتجاه إلى المحاكمة والمطالبة بمحاسبة المسؤولين، قامت السلطات الليبية 15 فبراير 2011 بالقبض على محامي الأهالي في محاولة لقمع المطالبات بالتحقيق واكتشاف المجزرة وكانت بداية إندلاع ثورة 17 فبراير للمطالبة بإسقاط النظام.